في أثناء خدمتي العسكرية لم يكن يزعجني شيء، لا التدريبات القاسية التي كنا نقوم بها والتي كان اسوأها على الإطلاق ما سموه لنا وقتها بـ(تطعيم المعركة) بما يحتويه من اختبارات تبعث على الغثيان بدءا من خندق المياه الآسنة الذي كان علينا خوضه، مرورا بكافة العوائق ووصولا إلى الأسلاك الشائكة التي فرشت تحتها جيف الكلاب الشاردة التي كان علينا ان نزحف فوقها، كل هذا القرف تخلصنا منه بعد انتهاء تطعيم المعركة في حمام السوق، لم تكن تزعجني المهمات القتالية الخطرة التي فقدت خلالها عدد من الأصدقاء والزملاء، لم تكن تزعجني المناوبات الليلة في الشتاءات القارسة أو الصيفيات الحارقة، ولا السنة الكاملة التي ان